ما هي أول علامة من علامات الساعة الكبرى، بعد وقوع زلزال تركيا وسوريا قبل أيام، بدأ الجميع يتساءل عما إذا كانت هذه علامة من علامات الساعة أم لا، حيث أن الزلازل تعتبر من علامات الساعة الكبرى، ثم يبدأ التساؤل عن علامات الساعة الكبرى، وما هي أول العلامات في الظهور، من خلال المقال التالي سوف نتعرف على ما هي أول علامة من علامات الساعة الكبرى.
ما هي أول علامة من علامات الساعة الكبرى
ظهور المهدي المنتظر هي أول علامات الساعة الكبرى ظهوراً، كما وأن هناك بعض العلماء يعتبرون ظهور وخروج المسيح الدجال في أول علامة، وتنقسم علامات الساعة الكبرى إلى نوعين، علامات مألوفة وعلامات غير مألوفة، وفيما يتعلق بالعلامات المألوفة فهي:
- ظهور المهدى.
- خروج الدجال.
- نزول عيسى بن مريم من السماء.
- خروج يأجوج ومأجوج.
وهذه كلها أمور اعتيادية في ظاهرها، وذلك لأنهم بشر عاديون، بينما العلامات الغير مألوفة فهي:
- طلوع الشمس من المغرب وليس من الشرق، من جهتها التي اعتاد الناس عليها منذ خلق البشرية.
- خروج الدابة التي تكلم الناس.
علامات الساعة الكبرى بالترتيب
بعد أن ذكرنا لكم ما هي أول علامة من علامات الساعة ظهوراً، سوف نذكر لكم فيما يلي علامات الساعة الكاملة بالترتيب، وهي كما يلي:
خروج المهدي
الذي يخرج في آخر الزمان، ويتولى أمر هذه الأمة، ويجدد دين الأمة، ويحكم بالإسلام، كما وأنه يملأ الأرض بالعدل، وتنعم الأمة بالخيرات، قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله :
في زمانه تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم، والعدو راغم، والخير في أيامه دائم. وقد وردت في شأن المهدي أحاديث كثيرة ما بين صحاح وحسان وضعاف.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني – أو من أهل بيتي – يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا . وفي لفظ لا تذهب – أو لا تنقضي – الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ”.
فتنة المسيح الدجال
أصل الكلمة الدجل، معناها الخلط، حيث يقال دجل إذا لبس وموه، وسمي بالدجل لأنه يغطي الحق بالباطل، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه، ويقصد به هنا بالدجال الأكبر الذي سيخرج قبيل قيام الساعة، يخرج في عهد المهدي وعيسى عليه السلام، من أعظم الفتن التي يمر بها البشر، ويسمى مسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة، أو لأنه يمسح الأرض في 40 يوم، وذكره الرسول في العديد من الأحاديث، ووصفه لأمته بوصف دقيق لا يخفى على ذي بصيرة، وحذر منه الأنبياء أممهم السابقة،
ومن الأحاديث الواردة في ذلك حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال:
«قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: ” إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، إنه أعور، وإن الله ليس بأعور».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه».
نزول عيسى ابن مريم عليه السلام
ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان من السماء، ودلت على ذلك العديد من النصوص، حيث أنه ذكر بأنه ينزل قبل قيام الساعة ويقتل الدجال ويكسر الصليب، ويحكم بالعدل، ويتبع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ويظل في الأرض حتى يشاء الله ثم يموت ويصلى عليه ويدفن،
ورد في القرآن الكريم ثلاث آيات تدل على نزول عيسى عليه السلام:
- الآية الأولى: قوله تعالى: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ }.
وروى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في تفسير هذه الآية قال:
هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة . وهذا المعنى مروي عن عدد من أئمة التفسير واختاره – الحافظ ابن كثير وغيره
- الآية الثانية: قوله تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}.
- والآية الثالثة: قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}.
خروج يأجوج ومأجوج
أصل يأجوج ومأجوج ونسبهم اختلف في اشتقاق الكلمتين: منهم من يقول بأنهما اسمان أعجميان تم منعهما من الصرف بسبب العلمية والعجمة، لأن الأعجمية لا تشتق، والبعض قال بأنهما اسمان عربيان، واختلف اشتقاق الكلمة، وكانت الاختلافات كما يلي:
- من أجيج النار وهو التهابها.
- من الأجاج وهو الماء الشديد الملوحة.
- من الأج وهو سرعة العدو.
- من الأجة بالتشديد وهي الاختلاط والاضطراب.
وعند جمهور القراء: ياجوج وماجوج بدون همز، وأما قراءة عاصم فهي بالهمزة الساكنة فيهما. ويؤيد الاشتقاق من ماج قوله تعالى:
{ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}.
وذلك حين يخرجون من السد، وقد اختلف في نسبهم، فقيل: إنهم من ذرية آدم .
وقال الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى – أحد كبار علماء الأزهر سابقا:
هم خلق من بني آدم، قال تعالى { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون }، حيث عاد عليهم ضمير الجمع للعاقل، ولحديث الصحيحين الذي يأمر الله فيه آدم يوم القيامة أن يخرج بعث النار، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون.
وتحدث عنهم النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الصحيحين بقوله :
” ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ” وحلق بإصبعيه: الإبهام والتي تليها.
طلوع الشمس من مغربها
طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى غير المألوفة ، ولها أدلة ثابتة من الكتاب والسنة . قال الله تعالى:
{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}.
قال ابن جرير الطبري – رحمه الله – بعد ذكره لأقوال المفسرين في الآية:
وأولى الأقوال بالصواب في ذلك ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ذلك حين تطلع الشمس من مغربها ”.
ومن الأحاديث على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن الناس أجمعون، فذلك حيث لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ”.
ومنها حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها”.
ومنها حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إن الله فتح بابا قبل المغرب، عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه”.
خروج الدابة
في آخر الزمان تخرج دابة وتكلم الناس وتسميهم مؤمنا وكافرا، عند فساد الناس وتركهم أوامر الله تعالى، قال تعالى:
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}.
وجاء في حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال:
“اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: ” ما تذاكرون “؟ : قالوا: نذكر الساعة قال: ” إنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم”.
الدخان الذي يكون في آخر الزمان
أحد علامات الساعة الكبرى، قال تعالى:
{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ – يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ – رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ – أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ }.
وورد حديث حذيفة بن أسيد الغفاري المتقدم، قال:
” اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الساعة فقال: ” ما تذاكرون “؟ قلنا: نذكر الساعة، قال: ” إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آَيات فذكر الدخان والدجال والدابة. . .”.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال”.
الخسوفات الثلاثة
من العلامات الكبرى التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بحدوثها، وجاء في حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، وذكر منها ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب”.
ومنها حديث أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول:
“سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب “، قلت: يا رسول الله أيخسف بالأرض وفيها الصالحون؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا أكثر أهلها الخبث”.
النار التي تحشر الناس
أول الآيات المؤذنة بقيام القيامة خروج نار تحشر الناس إلى محشرهم. وجاءت الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن من قعرة عدن، وجاءت روايات أخرى بأنها تخرج من بحر حضرموت،
حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة وآخره قوله صلى الله عليه وسلم:
” وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ”، وفي رواية: ” نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس”.
قال الحافظ ابن حجر:
(ووجه الجمع بين هذه الأخبار أن كون النار تخرج من قعر عدن لا ينافى حشرها من المشرق إلى المغرب، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها، والمقصود بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (تحشر الناس من المشرق إلى المغرب) هو إرادة تعميم الحشر، لا خصوص المشرق والمغرب، وأما الغاية إلى المغرب فلأن الشام بالنسبة للمشرق: مغرب.
حديث أنس رضي الله عنه:
«أن عبد الله بن سلام لما أسلم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مسائل ومنها: ما أول أشراط الساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب”.
ما هي أول علامة من علامات الساعة الكبرى، وبهذا نصل إلى نهاية المقال عبر موقعنا، الذي من خلاله تعرفنا على ما هي أول علامة من علامات الساعة الكبرى سوف تظهر، كما وأننا تعرفنا على علامات الساعة كاملة.