صحة حديث من أبلغ الناس بشهر رمضان حرمت عليه النار، من الأمور المهمة التي ينبغي على كل مسلم البحث عنها، حيث أن نشر الأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وسلم شيء بالغ الأهمية للمسلمين، ولكن بعد التأكد من صحة هذه الأحاديث حتى لا نقع في المحذورات، ومن خلال المقال التالي سنتعرف الى صحة حديث من أبلغ الناس بشهر رمضان حرمت عليه النار.

الحكم على الأحاديث النبوية

حرص المسلمون على الاعتناء بالحديث الشريف على مقربة من رعايتهم للقرآن الكريم، ومن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من كتبوا الأحاديث الشريفة عن حياة رسول الله، حيث أن السنة النبوية تتكون من الأحاديث الشريفة التي هي المصدر الثاني لمصادر التشريع الإسلامي، وكان من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يكتب الحديث الشريف في حياة نبي الله، الا انه مع بداية جمع الأحاديث وتدوينها كان في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز في نهاية القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني، وكان الأسلوب هو الحكم على الأحاديث و التأكد من مدى صحتها أو ضعفها بواسطة معرفة أحوال الرجال الذين ينقلونها من حيث الانضباط والعدالة.

صحة حديث من أبلغ الناس بشهر رمضان حرمت عليه النار

إن الحديث من أبلغ الناس بشهر رمضان حرمت عليه النار وهو من الأحاديث الموضوعة وليس صحيحاً و لم نقل قطعاً عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، و لم يرد هذا الحديث حتى في كتب الحديث الضعيفة و الموضوعة، وإذا تفكر الإنسان في معنى الحديث السابق نجد أنه يحتوي على ما يخالف العقل والمنطق، وهذا يخالف أحاديث نبي الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ابن الجوزي : “مَا أَحْسَنَ قَوْلَ الْقَائِلِ: إِذَا رَأَيْتَ الْحَدِيثَ يُبَايِنُ الْمَعْقُولَ أَوْ يُخَالِفُ الْمَنْقُولَ أَوْ يُنَاقِضُ الْأُصُولَ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ، وَمَعْنَى مُنَاقَضَتِهِ لِلْأُصُولِ: أَنْ يَكُونَ خَارِجًا، عَنْ دَوَاوِينِ الْإِسْلَامِ مِنَ الْمَسَانِيدِ وَالْكُتُبِ الْمَشْهُورَةِ”، و هذا بسبب أن أحاديث الرسول والأحكام الشرعية والنصوص الدينية بالشريعة الإسلامية تمتلك طبيعة منطقية ومفهوم لا تتعارض مع المنطق.

اقرأ أيضاً : دعاء اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملا مكتوب

حكم نشر الأحاديث المكذوبة

يعد نشر الأحاديث المكذوبة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم غير جائز في الإسلام قطعاً، و بل و الواجب على المسلم أن يشرح للمسلمين زيف هذه الأحاديث وعليه أن ينكرها و يكشف للناس أن هذه الأحاديث لا أساس لها في السنة النبوية الشريفة، واستدل العلماء النهي عن نشر الأحاديث المكذوبة بحديث صحيح عن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – حذر فيه من نشر الأحاديث المكذوبة عنه بالنار، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن نِيحَ عليه يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليه”.

الى هنا نصل لختام مقالنا الذي تناولنا فيه صحة حديث من أبلغ الناس بشهر رمضان حرمت عليه النار و حكم على الأحاديث الشريفة، و تطرقنا الى حكم نشر الأحاديث المكذوبة.